أسلوب البُستان من أجل مجتمع صحي "معافى"
لماذا يسمّى هذا الأسلوب بـ "أسلوب البُستان"؟
إنَّ الاهتمام بالصحة والعافية يشبه إلى حد كبير الاعتناء بالبُستان. كل أحد مننا لديه طريقة مختلفة في التفكير والحديث عن الصّحة العقليّة وذلك يكون تبعاً للمكان الذي أتينا منه وتجارب الحياة التي لدينا. غالباً ما يقف في طريق المحادثات التي تفسح المجال لحلول جديدة التمييز وسوء الفهم. إنّ التّدخلات التي تعمل بشكل جيّد في أوروبا قد لا يعني بالضرورة الحاجة لنقلها إلى ثقافات أخرى ولهذا السبب اخترنا استخدام اللغة العالمية للبستنة للعمل معاً على ما هو مشترك بيننا جميعاً:
الجهاز عصبي الذي يستجيب بشكل مماثل للتوتر والراحة.
يمكن للبُستان أن يتدبر أمره بشكل أو بآخر من تلقاء نفسه وهذا ما يشبه تمامًا صحتنا من الداخل، ولكن مع القليل من العناية الإضافية، يمكن للبُستان أن يزدهر! وبما أنّ الإجهاد الزائد يؤثر على صحتنا وراحتنا، هذا يعني أنّ العواصف والجفاف تؤثر على محصول البُستان. على غرار الطريقة التي يمكننا بها نحن البشر التعافي من المصاعب، يمكن للبُستان أن يتجدد بمناخ لطيف وبمساعدة الآخرين وعندما نعتني به باهتمام.
أسلوب البُستان سهل التّعلّم. يمكن تدريسه في مجموعة تدريبيّة جماعيّة أو ببساطة يمكن تعلّمه من صديق إلى صديق. إنّك لا تحتاج إلى مؤهل رسمي لتصبح مدرباً على أسلوب البُستان. يمكّن برنامج كوريزون التدريبي أفراد المجتمع من تكييف هذا الأسلوب مع ثقافة مجتمعهم ومشاركته مع الآخرين. ويهدف هذا الأسلوب "من نظير إلى نظير" إلى إضافة الموارد والعلاقات والقدرات الموجودة لدى المجتمعات. يركّز أسلوب البُستان بشدّة على التماسك الاجتماعي، ففي الأوقات الصعبة تعد القدرة على العمل معاً بشكل جيد رصيداً لا يقدر بثمن وهذا الأسلوب يمكنه حماية راحة جميع الأطراف المعنيّة ويلعب دوراً حيوياً في كيفية التغلب على الأزمات والمصاعب معاً.
الأسلوب:
- خمس أفكار مفيدة من علم الأعصاب وعلم النفس التنموي تدعو إلى إجراء محادثات حول ما يساعدنا على النجاح كأفراد والنجاح في العلاقات.
- مجموعة من خمس أدوات يمكن لأي شخص استخدامها لتقليل التوتر وتعزيز الراحة والعافية.
ما الذي يمكنك تعلمه:
- كيفيّة استخدام القدرة الطبيعية لجسمك لتنظيم التوتر ولمنع اعتلال الصّحة العقليّة وتعزيز الراحة(الصّحة).
- كيفيّة مساعدتك أحد الأشخاص في مجتمعك عندما تلاحظ أنّه يعاني.
- كيفيّة تطبيق بحوث منتشرة حاليّاً حول المرونة المجتمعيّة (الاجتماعيّة) وعلم الأعصاب الاجتماعي على حياتك اليومية وعلى علاقاتك.
تفضل بزيارة مقدمتنا المجانية عبر الإنترنت
في ٦٠ دقيقة، سوف تكتشف لماذا لا تكون الصّحة العقليّة "فقط في رؤوسنا" وكيف تتعامل أجسامنا مع التوتر، ولماذا تعتبر العلاقات مفتاح الصّحة والعافية. التّعلم في كوريزون يعتمد على الفعل: ستحصل على ثلاث أدوات بسيطة يمكنك استخدامها في أي وقت وفي أي مكان لتقليل التوتر وتعزيز الراحة (الصّحة).
كيف يعمل أسلوب البُستان؟
أسلوب البُستان متأصّل في علوم الدماغ وعلم الأعصاب الاجتماعي وعلم النفس التنموي. ويهدف إلى تعزيز القدرة على “معرفة قلوبنا”، أو: كيفية التحديد الدقيق لاستجابة أجسادنا للراحة والضيق.
تُسمى هذه القدرة في علم الأعصاب “دقة الاستشعار الدّاخلي” الذي يشير إلى القدرة على إدراك الإشارات من داخل الجسم بدقة وهذا – إدراك ما يحدث داخل الجسم – هو عملية بيولوجيّة طبيعيّة. يمكنك تصوّرها كنظام إشارات يساعد جسمنا على الاستجابة لأي شيء تتطلّبه حالتنا الدّاخليّة أو الخارجيّة. على سبيل المثال، الشعور بالجوع عندما تكون مستويات الطاقة منخفضة(حالة داخليّة)، أو الشعور بالحاجة للتحرك عندما نحتاج إلى تحرير التوتر (حالة خارجيّة).
لحسن الحظ، نحن نكاد لا نشعر بهذه العملية المستمرّة داخل أجسامنا لأنّ الوعي المستمر بها سيكون مزعجاً حقاً.
عندما نكون في حالة من الضيق (التوتر)، تصبح إشارات جسمنا غالباً أكثر وضوحاً: قد نلاحظ أن قلوبنا تنبض بسرعة أو معدتنا تتقلص أو شعور عام بالتنشيط. في كثير من الأحيان، نستجيب لهذه الإشارات دون أن نكون على علم بمدى تأثيرها على تفكيرنا ومشاعرنا وسلوكنا، على سبيل المثال بعواطف شديدة أو أفعال ناجمة عن رد فعل فوري.
تظهر النتائج الحاليّة في علم الدماغ وجود صلة بين القدرة ليس فقط على الملاحظة ولكن أيضاً على إدراك لما يحدث داخل أجسامنا بدقة وبين صحتنا العقلية بشكل عام. على سبيل المثال، زيادة ضربات القلب أو تنفس أبطأ أو عضلات أكثر توتراً، يعتمد على ما تتطلبه حالتنا الدّاخليّة أو الخارجيّة. في معظم الأوقات، نكاد لا نلاحظ هذه "الإشارات الداخليّة" ولكن في بعض الأحيان نصبح على علم بـ "فراشات في معدتنا" أو "شعور دافئ في قلوبنا"؛ وتُعرف هذه أيضاً باسم الإحساسات. يمكن أن تكون هذه الإحساسات محايدة أو لطيفة أو غير لطيفة.
يساعد أسلوب البُستان الأشخاص في استخدام الإحساسات اللطيفة أو المحايدة لتنظيم التوتر. كما نعلم جميعاً،عادةً التركيز على حكة أو ألم سيؤدي إلى تفاقمه ولكن ماذا لو نركّز على إحساس محبّب أو محايد؟ القيام بذلك يشبه سقي الخضروات والزهور في الحديقة: عن طريق إيلاء اهتمام خاص لها، يمكننا تشجيعها على النمو والتكثيف. من خلال تكثيف الإحساسات المحبّبة، يمكننا تحفيز القدرة الطبيعية لجسمنا على تنظيم التوتر.
تنظيم التوتر لا يعني دائماً التهدئة. في بعض الأحيان، نكون ما نحتاجه أكثر هو شعور بالقوة والطاقة. يمكنك تجربة ذلك بنفسك من خلال تذكر نشاطاً بدنيّاً تستمتع به – ربما حتى من خلال قيام الحركات. أثناء قيامك بذلك، جرب التركيز على ما يحدث داخلياً(تغييرات داخل جسمك). قد تلاحظ أنّ قلبك يتسارع وعضلاتك تستعد للعمل (للفعل الذي تود القيام به). الآن يمكنك أن تسأل نفسك: هل هو لطيف، أم غير لطيف، أم محايد؟